توطئة وتقديم
تعد عملية تقويم المستلزمات الدراسية خطوة جوهرية من أجل تدبير ناجح للدخول المدرسي، فهذه المحطة البيداغوجية تتيح تشخيص مكتسبات المتعلمين ، والكشف عن التعثرات التي قد تؤثر على تأمين التعلمات الجديدة والارتقاء السليم في المسار الدراسي للمتعلمين ، فهذه العملية لا تقتصر على قياس مستوى التحصيل فقط ، بل تهدف إلى تحديد الفجوات المعرفية والمهارية التي تستوجب التدخل البيداغوجي المناسب لضمان اندماج فعال للمتعلمين في السيرورة التعليمية .
إن عملية تقويم المستلزمات تسعى مساعدة المدرسين على رصد مدى تحكم المتعلمين في الموارد السابقة، وتوجيههم نحو تبني استراتيجيات ملائمة لمعالجة الصعوبات التي يعاني منها بعض المتعلمين ,كما تشكل هذه العملية مرجعية أساسية في بناء مشروع الدعم التربوي ، من خلال توفير بيانات دقيقة عن احتياجات كل فئة ، مما يسمح بوضع خطط علاجية هادفة تتنوع بين الدعم الاستدراكي الفوري والدعم المستمر ، وفقا لطبيعة التعثرات المرصودة.
وبذلك فإن تقويم المستلزمات الدراسية يمثل ركيزة أساسية في تحسين جودة التعلمات وتحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص بين المتعلمين ، حيث يتيح لكل متعلم(ة) فرصة الاستفادة من الدعم المناسب لتعزيز قدراته وضمان استمرارية تعلمه وفق إيقاعه الدراسي الخاص.
هذا الدليل :
نتشرف بوضع هذا الدليل بين أيدي السيدات والسادة الأساتذة ، قصد الاستئناس به في التخطيط لمرحلة تقويم المستلزمات الدراسية ، وتدبيرها على أمثل نحو ، وتقويم نتائجها بما يفضي إلى تحقيق الأهداف المتوخاة من هذه المحطة كما أشير إليها أعلاه.يشار إلى أن هذا الدليل ساهم في إعداده فريق عمل يضم 30 (ثلاثين) أستاذا وأستاذة من أساتذة التعليم الابتدائي ، تحت إشراف السيد المفتش السعيد أيت الشرقي ، واستمر العمل عليه لمدة تزيد عن شهر ونصف ، بصيغ عمل متنوعة :تأطير نظري+ورشات تطبيقية (اثنا عشرة ساعة حضورية)،اشتغال عن بعد ، تقاسم، تنقيح وتصديق نهائي.
خاتمة:
أريد لهذا الدليل أن يكون أداة عملية تساعد الأستاذات والأساتذة بالسلك الابتدائي على تنفيد عمليات تقويم المستلزمات بكفاءة ودقة ، من خلال مجموعة من الأدوات والآليات المنظمة التي تضمن قياسا موضوعيا لمستوى المتعلمين ، وتسهم في توجيه التدخلات البيداغوجية اللازمة لدعمهم وتحسين أدائهم.
إن النجاح في تفعيل هذه العدة لا يعتمد فقط على استخدامها كإجراء إداري أو تقويمي ، بل يستدعي تبني رؤية تدبيرية تشاركية بين مختلف الفاعلين التربويين المعنيين ، مع استحضار كون هذا الإجراء التربوي ليس غاية في حد ذاته ،وإنما هو وسيلة لرصد مستوى التحكم في الموارد اللازمة لمباشرة التعلمات الجديدة ، وتفييئ المتعلمين (ات) حسب حاجاتهم من الدعم التربوي ، بغية بلورة مشروع غلمي هادف للدعم بمختلف صيغه وأشكاله ، وبذلك يكون التقويم أداة للتطوير المستمر وتحقيق الجودة التربوية ، وليس مجرد عملية لقياس المعارف.
ونأمل أن يشكل هذا الدليل إضافة نوعية تسهم في تعزيز فعالية الممارسات التقويمية ، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين ، ويساعدهم على بناء تعلماتهم وفق معايير الجودة المتطلبة.